مقال قارورة ماء بمئة دينار !

admin

عضو إداري
ادارة المنتدى

Screenshot_2.png


يروى أنّ عالما جليلا من علماء الإسلام ذا مال وجاه ،حضر مجلسه تلامذته وطلاب العلم
وبينما هم كذلك إذ دخل عليهم رجل غريب لا يعرفونه ولا يبدو عليه مظهر طلّاب العلم ،لكنه بدى للوهلة الأولى عزيز القوم الذي أذلـّته الحياة
دخل وسلم وجلس حيث أنتهى به المجلس ،وأخذ يستمع للشيخ بأدب وإنصات وفي يده قارورة بها ما يُشبه الماء لاتفارقه ...
قطع الشيخ حديثه وألتفت للرجل الغريب وتفرّس في وجهه ثم سأله : ألك حاجة فنقضيها ..أم لك سؤال فنُجيبك !؟
فقال الضيف : لاهذا ولا ذاك ..وإنما أنا تاجر سمعت عن علمك وخلقك ، فجئت أبيعك هذه القارورة التي أقسمت ألا أبيعها إلا لمن يُقدر قيمتها وانت حقيق بذلك
فقال الشيخ : ناولني إياها ...
فناوله إياها
فأخذ الشيخ يتأملها ويُحرك رأسه إعجاب بها ،ثم إلتفت إلى الضيف وقال له : بكم تبيعها !؟
قال الضيف : بمئة دينار
فرد عليه الشيخ هذا قليل جدا عليها ،سأعطيك مئة وخمسين
فرد الضيف : بل مئة كاملة لاتزيد ولا تنقص ..
فقال لأبنه أدخل عند أمك وأحضر مئة دينار من الصندوق ...
وفعلا تسلّم الضيف المبلغ ومضى إلى حال سبيله مبتسما إبتسامة وقورة
ثم إنفضّ المجلس وخرج الحاضرون وكلهم متعجب من هذا الماء الذي باعه بمئة دينار
دخل الشيخ إلى مخدعه للنوم ،لكن الفضول دعى ولده لتفحص القارورة ومعرفة ما فيها ،حتى تأكد بما لا يدع مجالا للشك أنه ماء عادي
دخل إلى والده مسرعا مندهشا صارخا : يا حكيم الحكماء لقد خدعك الغريب ، فوالله مازاد على أن باعك ماءاً بمئة دينار ، ولا أدري أأعجبك من دهاءه وخبثه أم من طيبتك وتسرعك ....
ضحك الشيخ حتى بدت نواجذه ، وقال لولده يا بني لقد نظرت ببصرك فرأيته ماءاعاديا ، أما أنا فقد نظرت بنور بصيرتي فرأيته جاء يحمل في القارورة ماء وجهه الذي أبت عليه عزة نفسه أن يُريقه أمام الحاضرين بالسؤال ، وكانت له حاجة في مبلغ يقضي به حاجته لا يريد أكثر منه والحمد لله الذي وفقني لإجابته ولو أقسمت ألف مرة أن ما دفعته فيه قليل ما حنثت بيميني ....
أين نحن من هذا الشيخ ؟

 

أعلى